عام الحزن
2 مشترك
:: المنتدى العام :: قصص
صفحة 1 من اصل 1
عام الحزن
عام الحزن
بدأ العام العاشر من البعثة بمرض أبي طالب، الرجل الذي جاوز الثمانين من عمره، وقد أمضى ثلاث سنوات محاصرًا مع قومه في الشِّعب في مشقة بالغة من أكلٍ لورق الشجر والجلود، مع الحذر والترقب والقلق، وهو ما جعل الناس يُشيعون في مكة بدنو أجل أبي طالب، وحتمية الموت. فاجتمع زعماء الكفر في دار الندوة، وتشاوروا فيما بينهم وقالوا: "إنا نخاف أن يموت هذا الشيخ فيكون إليه (أي الرسول) شيء فتعيرنا به العرب، يقولون: تركوه حتى إذا مات عمه تناولوه". عرض القرشيون على النبي r عرضًا مغريًا متمثلاً في حرية عبادة المسلمين شريطة ألاَّ يتدخل المسلمون في الوضع الأخلاقي أو السياسي أو العسكري في مكة، فإذا أخذ في الاعتبار أن نصف الطاقة الإسلامية مهجَّرة على بُعد مئات الأميال في الحبشة، وأن المسلمين مستضعفون في مكة، فإن العرض سيكون مغريًا، لكن النبي r رفض، فأصول الرسالة الإسلامية تتعارض مع هذا العرض المغري.
أراد أبو طالب أن يؤلِّف بين الفريقين: بين محمد r وأشراف قريش، فقبلن النبي r على أن يؤمنوا بكلمة يملكون بها العرب والعجم، فلما عرف القرشيون أن النبي r يريد أن يجمعهم على كلمة التوحيد، يملكون بها أمر دنياهم، تحامقوا وتغابوا قائلين: أتجعل الآلهة إلهًا واحدًا؟! فأبوا وأرادوا الذلة في الدنيا والآخرة، وانتهى أمرهم صرعى في قليب بدر.
حدثت للمسلمين مصيبتان كبيرتان في وقت محدود، وكان توقيتهما صعبًا على المسلمين؛ فقد فقَدَ النبي r السند الاجتماعي المتمثل في أبي طالب، والسند العاطفي والقلبي المتمثل في السيدة خديجة رضي الله عنها، لكن رسول الله r صبر على هذه المحنة، ورجع للدعوة داعيًا إلى الله، ومبلغًا رسالته.
تغيرت المرحلة، وباتت مكة مكانًا شبه مستحيل لنشر الدعوة، والمطالبة بمزيد من المسلمين الجدد، لكن فقه المرحلة والعلم بالواقع وما يحيط به، جعل النبي r يُقدم على الانتقال بالدعوة من مكانها الحالي في مكة إلى محضن آخر للدعوة، فاتجه النبي r إلى الطائف؛ لعلها تكون منطلقًا لنشر الفكر الإسلامي في أرجاء الجزيرة، وندًّا قويًّا للقرشيين، لكن شيوخها رفضوا بل سفَّهوا النبي r واتهموه بالجنون، وجعلوا أولادهم ونساءَهم يقذفون النبي r بالحجارة مما أدمى قدماه؛ فدعا النبي r بدعاء الطائف المشهور. ثم كان إسلام عدَّاس ومضة من ومضات الأمل لرسول الله r، وانطلاقة جديدة لدعوة شاقة
بدأ العام العاشر من البعثة بمرض أبي طالب، الرجل الذي جاوز الثمانين من عمره، وقد أمضى ثلاث سنوات محاصرًا مع قومه في الشِّعب في مشقة بالغة من أكلٍ لورق الشجر والجلود، مع الحذر والترقب والقلق، وهو ما جعل الناس يُشيعون في مكة بدنو أجل أبي طالب، وحتمية الموت. فاجتمع زعماء الكفر في دار الندوة، وتشاوروا فيما بينهم وقالوا: "إنا نخاف أن يموت هذا الشيخ فيكون إليه (أي الرسول) شيء فتعيرنا به العرب، يقولون: تركوه حتى إذا مات عمه تناولوه". عرض القرشيون على النبي r عرضًا مغريًا متمثلاً في حرية عبادة المسلمين شريطة ألاَّ يتدخل المسلمون في الوضع الأخلاقي أو السياسي أو العسكري في مكة، فإذا أخذ في الاعتبار أن نصف الطاقة الإسلامية مهجَّرة على بُعد مئات الأميال في الحبشة، وأن المسلمين مستضعفون في مكة، فإن العرض سيكون مغريًا، لكن النبي r رفض، فأصول الرسالة الإسلامية تتعارض مع هذا العرض المغري.
أراد أبو طالب أن يؤلِّف بين الفريقين: بين محمد r وأشراف قريش، فقبلن النبي r على أن يؤمنوا بكلمة يملكون بها العرب والعجم، فلما عرف القرشيون أن النبي r يريد أن يجمعهم على كلمة التوحيد، يملكون بها أمر دنياهم، تحامقوا وتغابوا قائلين: أتجعل الآلهة إلهًا واحدًا؟! فأبوا وأرادوا الذلة في الدنيا والآخرة، وانتهى أمرهم صرعى في قليب بدر.
حدثت للمسلمين مصيبتان كبيرتان في وقت محدود، وكان توقيتهما صعبًا على المسلمين؛ فقد فقَدَ النبي r السند الاجتماعي المتمثل في أبي طالب، والسند العاطفي والقلبي المتمثل في السيدة خديجة رضي الله عنها، لكن رسول الله r صبر على هذه المحنة، ورجع للدعوة داعيًا إلى الله، ومبلغًا رسالته.
تغيرت المرحلة، وباتت مكة مكانًا شبه مستحيل لنشر الدعوة، والمطالبة بمزيد من المسلمين الجدد، لكن فقه المرحلة والعلم بالواقع وما يحيط به، جعل النبي r يُقدم على الانتقال بالدعوة من مكانها الحالي في مكة إلى محضن آخر للدعوة، فاتجه النبي r إلى الطائف؛ لعلها تكون منطلقًا لنشر الفكر الإسلامي في أرجاء الجزيرة، وندًّا قويًّا للقرشيين، لكن شيوخها رفضوا بل سفَّهوا النبي r واتهموه بالجنون، وجعلوا أولادهم ونساءَهم يقذفون النبي r بالحجارة مما أدمى قدماه؛ فدعا النبي r بدعاء الطائف المشهور. ثم كان إسلام عدَّاس ومضة من ومضات الأمل لرسول الله r، وانطلاقة جديدة لدعوة شاقة
المحبوب- عضو جديد
-
عدد الرسائل : 37
العمر : 29
تاريخ التسجيل : 01/01/2009
رد: عام الحزن
جراك الله خير يا محبوب
وان شاء الله يكون في ميزان حسناتك يارب
وان شاء الله يكون في ميزان حسناتك يارب
أحلى كتكوت- عضو خاص
- عدد الرسائل : 345
تاريخ التسجيل : 17/11/2008
:: المنتدى العام :: قصص
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى